#خاص #جريدة_الآن تنشر القصة كاملةً | استقبال حافل لـ #محمد_العجلوني من أهالي #الشيخ_جراح بعد اعتداء جنود الاحتلال وزرع الرعب والخوف في عيونه «مُصابي متلازمة الحب والصمود يخيفون الاحتلال» وسط نظرات خوف مليئة بالرعب تقطع نياط القلوب

عربي و دولي

مُصاب بمتلازمة داون لكنه مُلازم لصفوف التراويح في #الأقصى

الآن - محرر المحليات 98 مشاهدات 0


الوحشية الاسرائيلية ترعب متلازمة الحب أيقونة الرباط الشاب المقدسي محمد العجلوني

بين أحداث المسجد الأقصى السعيدة أو الحزينة، يلفت نظرك مصلون اجتمعوا حول داعٍ يؤمّنون وراءه، يأتيك الصوت قويا عاليا "افتح الأقصى يا الله، أبعد عنا اليهود يا الله".

تقترب فترى شابا محمر الوجنتين ذو لحية خفيفة وملامح بريئة، قصير القامة ممتلئ الجسم، لا يكاد يبين في بعض كلامه، لكنه حين يدعو يصرخ بصوت قوي فيه بحّة، تفهم منه أن صاحبه أحب الأقصى وجذب محبيه حوله.

محمد العجلوني شاب يافع من حي وادي الجوز بمدينة القدس لم يستسلم للحياة كونه مصاب بمتلازمة الداون ويعمل على بسطة لبيع عصير الجزر للصائمين في رمضان 

محمد مرشد العجلوني (26 عاما) شاب مصاب بمتلازمة داون، يحظى بشعبية المقدسيين ومحبتهم. عفويته ووجوده الدائم في الأقصى جعله من أبرز وجوهه

أظهر مقطع مصور من حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، عصر الاثنين، عناصر من قوات الاحتلال الإسرائيليّ، وتحديدًا من “حرس الحدود”، وهم يحاولون اعتقال شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، يدعى محمد مرشد العجلوني (25 عامًا)، رغم صراخه وهلعه الشديدين، ومحاولة الأهالي للحيلولة دون اعتقاله وتوضيح وضعه الصحي.

محمد العجلوني المُلقّب بـ "دودو الاقصى".. تم الاعتداء عليه من قِبل قوات الاحتلال بطريقة وحشية في حي الشيخ جراح.. محمد جميل القلب والروح.. يُنشِد بحنجرته الذهبية:"الاقصى ينادينا.. ويل اللي يعاديناابن الأقصى ما بيتهدد.. الاقصى ما بيتهوّد"

وقد بدأت الحكاية بغيظ، وكل الحكايات تبدأ بغيظ الاحتلال بما يقوم به الفلسطيني، فقد كان الأهالي مشغولين في زفة عريس من شباب الحي، حينما قرر الجنود تنغيص الفرحة وقلب الزفة والهتافات إلى صرخات من فزع رُسمت في عيني محمد.

 كان جالساً مع المعتصمين، حينما باغتته قوة كاملة من الجنود يريدون اعتقاله، وهو الذي لا يعي بصورة كاملة ما هي حقيقة القصة، شاب معاق يتصرف كما يتصرف الأطفال، مسالم يجلس ليشارك الصامدين المرابطين وجعل من نفسه سفيراً لمتلازمة الصمود، وأصر على الجلوس مع المعتصمين الصامدين أمام منزل عائلة "سعو" في الشيخ جراح.

هب الأهالي، من جانب جدار واحد، تعودوا أن يكونوا من بداية الأحداث، وأخذوا يتجاذبون جسد الشاب الهلع المرتجف، ولم يسمحوا لأي جندي أن يأخذه، فأصيب الشاب إصابة بسبب الضرب الذي تعرض له أثناء محاولة الاعتقال، وكُسرت يد السيدة حنان سالم التي أتت للتضامن كأي متضامنة، ثارت صارخة وراء الشاب كغيرها من أمهات فلسطين، ممن يرين أن كل شاب فلسطيني خرج من أرحامهن وأصبح واحداً من أبنائها وإن لم تلده.

ولم يكن محمد هو الذي أصيب فقط في الاعتداء على المتضامنين في الشيخ جراح بالأمس، وإنما أصيب ثلاثة غيره من بينهم السيدة سالم ونُقل الجميع للعلاج في مستشفى المقاصد.

وأكّد المسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطينيّ، محمد دنون، الذي عالج العجلوني ميدانيًا، أكّد أنّ أكثر من 5 جنود اجتمعوا حول الشاب واعتدوا عليه بالضرب المبرح، وجذبوه بقوة لاعتقاله، لكن إصرار الأهالي على حماية العجلوني وسحبه بعيدًا عن الجنود حال دون ذلك.


وقال ملتقط المقطع المصور، الذي فضّل عدم نشر اسمه، لموقع (الجزيرة نت)، الذي بث عبر شبكة القسطل الإخباريّة إنّ عريسًا مقدسيًا زار عصر أوّل من أمس الاثنين، محيط منزل عائلة السعو المهددة بالإخلاء في الشيخ جراح، وقرر إقامة (زفّته) في الشيخ جراح، بمشاركة المعتصمين والأهالي الموجودين منذ أيام، لمساندة العائلات المهددة بالإخلاء.

وحسب شاهد عيان، فإنّ محمد العجلوني شارك في “الزفّة” بالهتافات الوطنيّة، وعندما هتف قائلا “خيبر، خيبر يا يهود”، اغتاظ ضابط الشرطة الموجود وهدد باعتقاله أمام الموجودين، واستمر العجلوني بعدها في الاحتفال وظلت أعين الضابط تتربص به، رغم علمه بحالته الصحية.

انتهى الزفاف وتفرق الجمع، ووقف محمد جانبًا ليستريح، حينها انقض عليه الضابط برفقة جنوده وحاولوا اعتقاله، فسارع الأهالي، رجالاً ونساءً، لسحبه وإنقاذه من بين أيديهم رغم اعتداء قوات الاحتلال عليهم ومحاولة تفريقهم، لكن رجلاً احتضن العجلوني بقوة وسار به بعيدًا عن أعين الضابط والجنود.

من ناحيته قال والد الشاب، مرشد العجلوني في حديثٍ للتلفزيون العبريّ، ليلة أمس الثلاثاء، إنّه لن يقوم بتقديم شكوى ضدّ رجال الشرطة الذين نكّلوا بابنه الذي يُعرَّف بأنّه من ذوي الاحتياجات الخاصّة، فيما زعمت شرطة الاحتلال في ردّها على الواقعة أنّ ضابِطًا رفيع المُستوى زار بيت العائلة واعتذر عمّا جرى، على حدّ زعمها.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، قد أعدمت صباح السبت، الـ30 من شهر أيّار (مايو) من العام 2020 فتى من ذوي الاحتياجات الخاصة، قرب باب الأسباط في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة.


وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال أطلقت النار بدم بارد على الفتى إياد الحلاق وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويدرس في مؤسسة البكرية- الوين للتعليم الخاص في القدس المحتلة.

وأضافوا أنّ قوات الاحتلال تركت الفتى ينزف على الأرض ومنعت أحد من الاقتراب منه، حتى ارتقى شهيدًا. وأغلقت قوات الاحتلال الأبواب الرئيسية المؤدية إلى البلدة القديمة من القدس المحتلة، كما اقتحمت منزل الشهيد في حي وادي الجوز.


كما أنه هاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء  الإثنين الماضي، الشاب محمد العجلوني وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي تعرض للضرب المبرح من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.

وأعرب الرئيس عن استنكاره وإدانته لهذا الاعتداء الآثم الذي يأتي في إطار الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا الأعزل بكل فئاته، وقال إن على العالم التدخل لوقف جرائم الاحتلال بحق شعبنا.

وأشاد  بتضحيات المقدسيين وصمودهم في وجه إجراءات الاحتلال التعسفية.

وكانت قوات الاحتلال قد اعتدت في وقت سابق من مساء اليوم نفسه، على الأهالي والمتضامنين معهم في حي الشيخ جراح، بالضرب المبرح، ما أدى لإصابة عدد منهم برضوض وكسور من بينهم الشاب العجلوني الذي جرى نقله إلى المستشفى.


اشتهر محمد العجلوني بوجوده الدائم في المسجد الأقصى والأحداث الميدانية الساخنة في القدس رغم إصابته بمتلازمة داون. كما يحظى بشعبية واسعة بين المقدسيين، حتى غدا وجهاً مألوفاً بينهم، بحضوره الشجاع وهتافاته القوية العالية.

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها ذوو الإعاقة للاعتقال أو الإصابة فالشهر الماضي اعتقلت قوات الاحتلال عبد القادر خزيمية، وهو في الستينيات من العمر، ومُقعد، واعتُقل مع ابنه نبيل.

وفي العام الماضي استُشهد الفلسطيني ناصر حلاوة (47 عاماً) وهو من ذوي الإعاقة بعد أن استهدفته قوات الاحتلال على حاجز قلنديا برصاصة أطلقتها كالعادة بدم بارد.

ولا أحد ينسى إياد الحلاق، الشاب المصاب بالتوحد الذي أعدمته قوات الاحتلال قرب باب الأسباط في القدس المحتلة"، خلال توجهه إلى مدرسة البكرية في القدس القديمة.

ومنذ يومين، اندلعت مواجهات بين سكان الحي ومستوطنين كانوا برفقة بن غفير، عقب استفزازه للمواطنين ونقله لمكتبه أمام منزل عائلة السعو. التي تتعرض منذ أيام لاقتحامات يومية لمنزلها ومحيطه، والاعتداء على أفراد العائلة أو على المتواجدين أمام المنزل.

وقد احتج أهالي الشيخ جراح على نقل مكتب المستوطن "بن غفير" قبالة منزل العائلة، وقد كان بن غفير قد أعلن يوم الأربعاء الماضي عن وصول 16 نائباً من أحزاب المعارضة للمكتب البرلماني الذي أقامه بحي الشيخ جراح، "لإبداء تضامنهم" معه، على مدى 4 أيام.


تقف خلف شخصيته المميزة عائلة أحبته منذ ولادته واهتمت به كثيرا، فهو الأخ الثالث لستة أخوة، أخ صغير وخمسة أخوات درسن الهندسة المعمارية والطب البشري والمخبري.

تخرّج محمد حديثا من مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في القدس المحتلة، حيث حرص والداه على تعليمه منذ صغره، ووفرا له المدرسين الخصوصين، وعلماه السباحة وركوب الخيل حتى أتقنهما. يسافر ثلاث مرات في العام مع عائلته للاستجمام، فهو يحب السفر والتجوال كثيرا.

اعتاد محمد على مرافقة والده إلى صلاة الفجر في الأقصى، فارتبط به حتى لازمه بشكل يوميّ. تقول شقيقته براءة (23 عاما) للجزيرة نت إن محمد يعطي الأولوية للصلاة في الأقصى، ويرتب جدوله وفقا لذلك، "فحين نقرر الخروج في وقت الصلاة يرفض حتى يصلي في الأقصى، وحين يتعارض درس الفروسية مع صلاة الجمعة يختار الأخيرة". وتؤكد براءة أن محمد محافظ على صلاته ولا يقطعها أبدا.

‪مرشد العجلوني مع نجله محمد‬ (الجزيرة)
‪مرشد العجلوني مع نجله محمد‬ (المصدر: الجزيرة)


تعامل العائلة محمد كشخص مميز مختلف لا متخلّف، وتستشيره بكل شيء، ويساوي والداه بينه وبين إخوته يثاب إن أحسن ويعاقب إن أخطأ، مما أكسبه استقلالا وقوة.

تقول براءة إنه مصدر الطفولة والبراءة في البيت، وتضيف "يوصينا أبي بأن نجعله في المرتبة الأولى، كما يقتبس محمد الكثير من شخصية والدي وخاصة في الدعاء".

طيب الرائحة والذكر

تذكر براءة عن محمد أنه يحب التعطّر وارتداء الساعات، ويتناول طعامه بالشوكة والسكينة في المطاعم، ولديه حساب على مواقع التواصل الاجتماعي.

‪يحرص محمد على الصلاة في الأقصى يوميا ويعطي لذلك الأولوية‬  (الجزيرة)
‪يحرص محمد على الصلاة في الأقصى يوميا ويعطي لذلك الأولوية‬  (الجزيرة)


يرسل محمد لأخته رسالة صوتية كل يوم للسؤال عن أحوالها طالبا منها عدم الذهاب إلى الجامعة في مدينة نابلس شمال فلسطين لأنه يشتاق إليها، هي تحبه وتشتاق إليه أيضا، وتتحدث عنه في جامعتها خلال الندوات التي تعدها عن علم الجينات.

وتضيف مازحة "يرد على هاتفه دائما، لكنه حين يذهب إلى الأقصى وقت الأحداث ويتصل به والدي لإرجاعه أو الاطمئنان عليه، يتعمّد عدم الرد، يعلم أنه سيرجعه فيختصر الحكاية".



مصادر الخبر : الجزيرة + وكالات

الفيديو والتصميم والتحرير من  إخراج وتنفيذ فريق عمل «جريدة الآن»

تعليقات

اكتب تعليقك